"الصحة العالمية": على العالم أن يكون مستعداً للجائحة المقبلة
نحو 67 مليون طفل لم يتلقوا اللقاحات الأساسية
قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إن جائحة كوفيد-19 أسفرت عن تحديات كثيرة غير مسبوقة، كما أظهرت ما الذي يمكن أن تفعله المنظمة التي حشدت الخبرات الدولية لدعم جهود إنقاذ الأرواح، ودعا الدول إلى تعزيز استجابتها للأمراض والجوائح المستقبلية وغير ذلك من تهديدات.
وأثناء تقديمه تقريره السنوي للدول الأعضاء في جمعية الصحة العالمية السابعة والستين، قال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إن انتهاء الجائحة كحالة طوارئ صحية عامة ذات بعد دولي، يعد وقتا للشعور بالارتياح لعودة الحياة إلى طبيعتها، وللتأمل في الدروس المستفادة.
وشدد في الوقت نفسه على أن ذلك لا يعني أن المرض قد انتهى كتهديد صحي على المستوى الدولي، ودعا الدول إلى تعزيز استجابتها للأمراض والجوائح المستقبلية وغير ذلك من تهديدات، وأكد الحاجة إلى وجود آليات عالمية فعالة لمعالجة حالات الطوارئ بجميع أنواعها والاستجابة لها.
وقال "غيبرييسوس": "عندما يطرق الوباء القادم -وهذا أمر سيحدث- يجب أن نكون مستعدين للرد بشكل حاسم وجماعي ومنصف".
وأضاف أن المنظمة وشركاءها، عبر مبادرة تـسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19، وفرت ما يقرب من مليون جرعة لقاح مضاد للمرض بالإضافة إلى أدوات الاختبار والعلاجات والأكسجين وأدوات الوقاية الشخصية وغير ذلك من إمدادات طبية.
وفي سياق استعراض تقريره السنوي، قال الدكتور "غيبرييسوس" إن نحو 67 مليون طفل لم يتلقوا واحدا على الأقل من اللقاحات الأساسية في الفترة بين عامي 2019 و2021، ويشمل هذا الرقم 48 مليون طفل لم يتلقوا أي تحصينات أساسية على الإطلاق خلال نفس الفترة.
واستجابة لذلك أطلقت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها حملة لتعويض ما فات الأطفال من لقاحات من أجل زيادة مستويات التحصين بينهم إلى مستويات ما قبل الجائحة على الأقل بحلول نهاية العام الحالي.
وبالنسبة للأطفال الرُضع، قال المسؤول الأممي إن 48% من الأطفال تحت عمر الستة أشهر كانت الرضاعة الطبيعية هي تغذيتهم الحصرية، وهي نسبة تقترب من هدف 50% الذي وضعته جمعية الصحة العالمية.
وقال دكتور "غيبرييسوس": "سنواصل دعم الأبحاث لتحسين الرعاية المقدمة للحوامل.. العام الماضي، راجعت منظمة الصحة العالمية أدلة نتجت من تجارب أجريت في 20 دولة أظهرت للمرة الأولى أن التلاصق الجلدي الفوري بين الأم ووليدها -أو ما يُعرف برعاية الكنغر- يمكن أن ينقذ حياة نحو ثلث الأطفال المولودين قبل الفترة الكاملة للحمل".
اللقاحات
وتطرق المدير العام للمنظمة إلى الحديث عن قضايا صحية أخرى، وقال إن اللقاحات نجحت في القضاء على الجدري وقلصت الإصابات بمرض شلل الأطفال إلى حد الاقتراب من القضاء عليه كما قللت الإصابة بالعديد من الأمراض الأخرى، وأضاف أن اللقاحات تجعل حلم القضاء على سرطان عنق الرحم في متناول اليد.
وأكد أن منظمة الصحة العالمية وشركاءها ملتزمون بالقضاء على مرض شلل الأطفال، مشيرا إلى أن العام الماضي شهد تلقى 3 ملايين طفل -لم يكن من الممكن الوصول إليهم في أفغانستان- لقاحات شلل الأطفال لأول مرة.
70 حالة طوارئ
وأشار دكتور "غيبرييسوس" إلى أن منظمة الصحة العالمية استجابت لـ70 حالة طوارئ صحية تراوحت بين تلك الناجمة عن الفيضانات في باكستان والإيبولا في أوغندا إلى ما أسفرت عنه الحرب في أوكرانيا وتفشي الكوليرا في أكثر من 30 دولة وحالات الطوارئ المعقدة في منطقة القرن الإفريقي، وشمال إثيوبيا، ومنطقة الساحل.
وفي ختام كلمته، دعا المسؤول الأممي إلى الالتزام ببذل المزيد معا لتعزيز الصحة وخدمة المستضعفين والحفاظ على العالم آمنا.